الجمعة، 24 فبراير 2012


مجمع الأمثال
تليف :الميداني

قصة الكتاب : 
أشهر كتب الأمثال وأفضلها حُسن تأليفٍ وبسط عبارةٍ وكثرة فائدة. ويضم ستة ألاف مثل ونيفاً، بما في ذلك أقوال المولدين، أما الأرقام المضافة إلى النسخة المطبوعة والتي بلغت 4765 مثلاً فذلك بإسقاط الترقيم عن أقوال المولدين، وختمه بفصلين، أحصى في الأول أيام العرب والإسلام، وساق في الثاني نبذاً من كلام النبي عليه الصلاة والسلام، وطائفة من كلام خلفائه الراشدين. قال ابن خلكان في ترجمته للميداني: (أتقن فن العربية، خصوصاً اللغة وأمثال العرب، وله فيها المصنفات المفيدة، منها كتاب الأمثال المنسوب إليه، ولم يعلم مثله في بابه، توفي يوم الأربعاء 25/ رمضان/ 518هـ) وترجم له البيهقي في (وشاح الدمية) فقال: (لم يخلق الله تعالى فاضلاً في عهده إلا وهو في مائدة آدابه ضيف، وله بين بابه وداره شتاء وصيف) وقد صرح الميداني في مقدمة كتابه أنه ألفه للملك ضياء الدولة أبي علي محمد بن أرسلان، وبطلب منه، ورجع في تأليفه كما قال إلى أكثر من خمسين كتاباً في الأمثال، نخل ما فيها فصلاً فصلاً وباباً باباً. والمشهور أن الإمام الزمخشري لما تأمل كتاب الميداني ندم على أنه ألف كتاباً جامعاً في الأمثال، فقد ظن أنه حشد فيه وجمع ما لم يتهيأ لغيره، وباهى بأن سماه (المستقصى) ثم تبين له أنه أقل فائدة وأهون جمعاً من كتاب الميداني. طبع الكتاب لأول مرة في مدينة بون على نهر الراين من سنة 1838 إلى 1843م مع ترجمة لاتينية باعتناء العلامة فرايتاغ، وأول ما رأى النور في المشرق سنة 1867م في بولاق بعناية قطة العدوي. وله مختصر صنعه تلميذه الخُويي المقتول سنة 549هـ سماه: (فرائد الخراائد -ط) أسقط منه كما يقول (ما أُهمِلَ من الأمثال..وبعض ما قص من أخبار أولئك الأجلاف المجاهيل، وما جرى بينهم من الأباطيل). ونظم الشيخ إبراهيم الأحدب الطرابلسي المتوفى سنة 1307هـ كل ما فيه من أمثال في منظومة بديعة، وعلق عليها شروحاً سماها (فرائد اللآل في مجمع الأمثال) طبع سنة 1312هـ في مطبعة اليسوعيين ببيروت، وهي طبعة فنية، ميزت فيها أمثال الميداني بالمداد الأحمر. وانظر مجلة العرب (س3 ص 882) وفيها بحث موسع عن الميداني وكتابه مجمع الأمثال. استفدنا منه أن أول من حاول نشره من المستشرقين: الإنكليزي بوكوك (ت1691م) وتلاه جايسكه (ت1774م) وكان من أكثر محبي الميداني تحمساً، ثم (شيديوس) ثم (شلتنز) و(شرودر) و(روزنملر) و(شيد) و(س. د. ساسي) و(كنكل) و(كاترمير) إلخ..وفي مجلة المورد (مج12 ع3) دراسة في كتاب مجمع الأمثال: سمير كاظم خليل.

زهر الآداب وثمر الألباب كتاب أدبي جمعه أبو إسحاق إبراهيم بن علي الحصري القيرواني (ت453هـ، 1601م) أديب من أدباء المغرب مؤلف وناثر بليغ. وهو معاصر الشاعر المشهور أبي الحسن الحصري القيرواني وبينهما قرابة. والحصري، أبو الحسن هو صاحب القصيدة المشهورة ياليل الصّبّ.[1]

وزهر الآداب كتاب أدبي محض لم يتناول فيه المؤلّف شيءًا من النحو والتّصريف واللّغة، بل قصره على فنون القول من شعر ونثر وما يتَّصل بذلك من ضروب البلاغة وجمال الصِّياغة وإصابة التشبيه وحُسن الإنشاء وجودة الخطابة.

والكتاب قائم على الجمع والرّواية، لم يُعنَ صاحبه بتمحيص الأخبار والأشعار ومناقشتها والتعليق عليها. كما أن الكتاب لم يمش على نهج معيّن أو أسلوب مدروس، وإنما هو مجموعة نصوص وأخبار جمعها الحصري في أزمان متباعدة ثم ألف بينها دون ترتيب معين. فهو يتحدث، مثلاً، عن الزبرقان بن بدر ثم عُلَيَّة بنت المهدي ثم عن الرسول ³ وبعض أقواله في الشعر والبيان وغير ذلك، ثم يعود للحديث عن زهير بن أبي سلمى وشعره، هكذا دون ترتيب أو تبويب، وهذا ماجعل بعض القدماء يصف هذا الكتاب بأنه مؤلَّف جمع كل غريبة.

والغالب على موضوعات الكتاب الجدُّ، فهو محصور في دائرة الخُلق والدين بعيدًا عن العبث والمجون؛ لأن فيه أخبار الرسول ³ والصحابة والتابعين وأقوالهم. فكأن المؤلِّف أراد تنزيه الكتاب عمّا يشين لما كان مشتملاً على أخبار السَّلف الصَّالح. والذي يؤكد ذلك أن الحصريّ نفسه صنّف كتابًا آخر سمّاه جمع الجواهر في المُلَح والنوادر. ويُعرف باسم ذيل زهر الأداب، فلعلّه ألحق فيه من الأخبار ما تحاشى ذكره في الكتاب الأول، وهو منهج مقبول.

وقد أبان المصنّف عن منهجه في مقدمة الكتاب فقال: "هذا كتاب اخترت فيه قطعة كافية من البلاغات في الشعر والخبر والفصول والفقر مما حسن لفظه ومعناه… وليس لي في تأليفه من الافتخار أكثر من حسن الاختيار. واختيار المرء قطعة من عقله".

وقد عُني أبو إسحاق الحصري بموضوع الوصف عناية خاصة، فأكثر من إيراد النصوص في وصف الليل والبلاغة والماء والرعد والبرق وغيرها. وغلب السجع على أسلوب الكتاب وهو أسلوب ذلك العصر. طبع الكتاب طبعات عديدة مشروحة ومضبوطة ومفهرسة.



أبو موسى الأشعرى 
واسمه عبد الله بن قيس بن سليم أسلم بمكة وهاجر إلى أرض الحبشة ثم قدم مع أهل السفينتين ورسول الإسلام محمد بن عبد الله بخيبر. وأرسله محمد مع معاذ بن جبل إلى اليمن، روي عن أبي بردة عن أبيه عن جده أن محمد بعث معاذا وأبا موسى إلى اليمن قال يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا وتطاوعا ولا تختلفا رقيق القلب والمشاعر كما وصفه نبي الإسلام محمد. ووصف قومه بأنهم أهل رقة في القلوب وعذوبة في الصوت حتى إن رسول الإسلام كان يتأثر بقراءته للقرآن ويقول له "لقد أوتيت مزمارًا من مزامير آل داود" إنه الصحابي أبو موسى الأشعري.